ما صحة قصة دفن سيدنا يوسف في نهر النيل ؟



 لماذا دفن سيدنا يوسف في نهر النيل ولم يدفن على الارض

   يقول الله تعالى عن قصة نبيه يوسف وأباه يعقوب عليهم السلام 

بسم الله الرحمن الرحيم 

 نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا اليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين 

 صدق الله العظيم

 أي أن في القصة الكثير من الدروس المستفادة في جميع جوانب الحياة  ولكننا سنتحدث عن جانب وفاة النبي يوسف عليه السلام ودفنه فبعد أن أوشكت أيام سيدنا يعقوب عليه السلام على النفاذ من الحياة الدنيا  وأحس بدنو الأجل جمع من حوله من أبنائه الاثنى عشر ومن بينهم نبي الله يوسف عليه السلام لغاية سامية  وليسألهم أمرا خطيرا حيث قال لهم كما ورد في القرآن الكريم  ما تعبدون من بعدي  فأجابوا جميعا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق  إلها واحدا

 ونحن له مسلمون وبهذا أتم نبي الله يعقوب عليه السلام رسالته  وقد أوصى يعقوب عليه السلام ولده يوسف  أن يحمل جسده لبيت المقدس في فلسطين  ويدفنه بجوار أبيه إسحاق وجده إبراهيم في بلدة الخليل  وعاد سيدنا يوسف عليه السلام إلى أرض مصر  بعد أن دفن أباه  لأن نبي الله كان المؤتمن على خزائن الأرض في مصر  وعين وزيرا للمال والاقتصاد فيها وكان عليه السلام مسموع الكلمة ونافذ السلطان  وقد عانى ولاقى نبي الله ما عانى من المكائد والدسائس والأهوال منذ أن كان صغيرا  حيث ألقاه إخوته في الجب وهو غلام صغير

  ثم رحلته إلى أرض مصر  بعد أن أخذه سيارة وأسروه بضاعة  وباعوه لعزيز مصر وما حدث بعدها من امرأة العزيز  ومقاومته لها  بعد أن حاولت إغواءه  وظل متمسكا بعفته وطهارته ووضع عليه السلام باستجن سنين طويلة  إلى أن أظهر الله عز وجل براءته  ووضعه ملك مصر بعدها على خزائن الأرض  وعاش سيدنا يوسف بعد أبيه يعقوب  خلاثة وعشرين سنة  ووهب الله له ولدين  وهما إفرائيم ومنشى  بعد أن منى الله على سيدنا يوسف  وأعطاه من النعيم في الدنيا  اشتاقت نفسه للقاء الله عز وجل  وهو أول نبي تمنى الموت وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم

 بقوله تعالى  رب قد آتيتني من الملك  وعلمتني من تأويل الأحاديث  فاطر السماوات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين 

 ولما حضر سيدنا يوسف الموت  جمع إليه قومه من بني يعقوب وأوصى أخاه يهوذا على قومه  وتوفي عليه السلام  وكان عمره مئة وعشرين عاما  وقد تخاصم أهل مصر في مكان دفنه  وتعددت الروايات ولكن الراجح منها أن قوم سيدنا يوسف عليه السلام قد اتفقوا على جعله في صندوق من المرمر  ويدفنوه في نهر النيل  بحيث يمر عليه الماء  وتصل بركته لجميع مصر وما حولها  وظل متفونا هناك إلى أن أوحى الله إلى نبيه موسى عليه السلام  أن ينقل قبر سيدنا يوسف إلى بيت المقدس عند آبائه  ولم يكن يعلم موسى عليه السلام مكان دفنه 

 فقيل له إن عجوزا من بني إسرائيل  تعرف مكان دفنه  فلجأ إليها ليسألها  فأجابته بعد أن أخذت منه موثقا بأن يدعو لها موسى الله بأن يرد الله عليها شبابها  إلى سبعة عشر سنة  وأن يزيد الله عمرها مثل الذي مضى من عمرها  فدعى نبي الله لها بذلك  فأعلمته بأن قبر يوسف عليه السلام في صندوق في النيل  فاستخرجه سيدنا موسى من النيل وأخذه معه لبيت المقدس  ودفن بجوار أبيه يعقوب وجديه إسحاق وإبراهيم عليه السلام  في مدينة الخليل  وفي روايات أخرى أنه دفن في مدينة نابلس في فلسطين وأشار بعض المؤرخين والباحثين أن مكان دفن سيدنا يوسف عليه السلام  لا زال في مصر في نهر النيل 

والمعلوم عند الجميع  بأنه لا يوجد قبر نبي من أنبياء الله معروف مكانه وتتعدد الروايات والقصص الكثيرة حول أماكن دفنهم عليهم السلام  ما عدا قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم