الداهية بطلة الأمازيغ

 

بطلتنا اليوم قد نختلف عليها أو على وجهتها في الحرب، لكن من الإنصاف أن نقول أنها قدرت على ما لم يقدر عليه أقوى الرجال، أنها ديهيا بنت تبانة الجراوية الزناتية الامزيغية، الكاهنة كما أطلق عليها العرب و كما أحب اليهود أن يلقبوها لنسبها إلى ديانتهم. 
_ خلفت ديهيا زوجها الملك اكسيل في حكم الامازيغ في الجزائر و تونس و ليبيا، في هذا الوقت كانت القوة العربية الجبارة حبيسة خلافاتها الداخلية في أحداث الفتنة الكبرى، مما أعطى فرصة للروم البيزانطيين من إستعادة بعض املاكهم في شمال أفريقيا، لتستهل ديهيا عهدها بتوحيد قبائل الامازيغ تحت رايتها، ساعدها في ذلك قبيلتها القوية زناتة، ثم بدأت في محاربة البيزانطيين محررة شمال أفريقيا منهم و من فلولهم، حتى تم طردهم من كامل أراضي مملكتها، لكن لم تلبس الأمور أن استقرت لها في شمال أفريقيا حتى، آفاق المارد العربي المسلم من كبوته باستباب الأمر للدولة الأموية، و قرر الخليفة عبد الملك بن مروان مواصلة ما بدأه البطل عقبة إبن نافع من فتح لشمال أفريقيا فقرر إرسال قائده حسن بن نعمان عام ٦٩٣م على رأس جيش كبير لاستعادة ما فقده المسلمين من أراضي في هذه المنطقة، ليصتدم هذا الجيش بالقبائل الامزيغية الموحدة تحت قيادة الملكة ديهيا، قال إبن خلدون أنه كان لديهيا صنم من الخشب ترقص حوله مع قومها قبل الذهاب للحرب لذلك سماها العرب بالكاهنة، و قيل أيضا أنها كانت على دراية بأعمال السحر و الكهانة و هو ما عزا فيه البعض اصل التسمية، على كل حال فقد انتصرت ديهيا و جيشها على القائد حسن بن نعمان بل و طاردت الجيش إلى أن هرب خارج حدود مملكتها و أخذت منه الكثير من الأسرى، لم يرد حسن بن نعمان الإعتراف بهزيمته أمام امرأة، فاعزا الهزيمة إلى أن ديهيا استخدمت ضده السحر و الكهانة، اتخذ بعد ذلك بعض مؤرخيين اليهود هذا القول لنسب ديهيا إلى ديانتهم لنسب نصرها إليهم، علما أن من وجهة نظري المتواضعة هذا الادعاء باطل جملة و تفصيلا فالبعض كابن خلدون نسب الامازيغ إلى عرب بني حمير في اليمن و البعض الأخر نسبهم إلى الفينيقيين نسبة إلى مدينة قرطاج و مستعمراتها و الرآي الاغلب أنهم قبائل أوروبية هاجرت من أوروبا لشمال أفريقيا، و مع الاختلاف في تحديد اصل الامازيغ إلا أن أحدا لم ينسبهم لليهود (الديانة الغير تبشيرية) 
نعود لديها و التي رأت في الأسرى العرب قرب من عادات الامازيغ، فافرجت عنهم جميعا إلى واحد تبنته مع من تبنت من أبناء الاقوام التي انتصرت عليهم فكان لها إبن يوناني و إبن امازيغي، كان هذا الشاب يدعى خالد بن يزيد، أمضى خالد هذا وقته في دراسة أساليب الامازيغ القتالية ولم عاد حسن بن نعمان بعد خمس سنوات نقل خالد بن يزيد كل ما درسه إليه، ليتمكن هذه المرة من الانتصار على ديهيا ووقتع رأسها، قيل أن يومها كان عمرها ١٢٧ عامًا، لتموت المرأة التي انتصرت على أقوى امبراطوريات عصرها. 

جميع التصنيفات والاقسام

settings

التقنيات

smart_toy

الذكاء الاصطناعي

share

التواصل الاجتماعي

sports_esports

التسلية والترفيه

query_stats

مال وأعمال

ecg_heart

الصحة

group

الحياة العامة

download

التنزيلات

shape_line

الثقافة والفنون

flight_takeoff

السياحةوالسفر